السبت، 20 فبراير 2010

فيلم 2012 والمغامرة الهوليودية لإنقاذ العالم . . باستثناء العرب

ملصق الفيلم
منذ حوالي شهر شاهدت فيلم 2012 .. فيلم رائع بمؤثرات تقنية خيالية ومدهشة وبصراحة أذهلني هذا الإبداع التقني رغم القصة المكررة الاف المرات وبأشكال مختلفة وبابطال متنوعين واحداث مختلفة الاماكن والشخصيات .. بس القصة هي نفسها سواء كانت رومانسية .. اكشن .. خيال علمي .. رعب .. الخ والتي يظهر فيها البطل المغوار الذي ينقذ البلاد او العالم (اذا اضطر..) من اجل حبيبته او زوجته او أطفاله او كلهم متجمعين (علشان ما نكذبش عليكم حبيت كل هذه الافلام) .. ولابد هنا من ملاحظة شيء مهم البطل عادي ..يعني مثلنا.. ممكن يكون إنسان فاشل في عمله .. في الحب .. في الحياة .. في تربية اولاده .. حتى احيانا يكون مدمن او طباعه سيئة .. عادي بس هو بطل طبعا .. Why? لانه امريكي بالطبع... ومن امثلة هذا الفيلم فيلم توم كروز للخيال العلمي الفضائي والاكشن (لا اتذكر اسمه) الذي سعى طوال الفيلم لانقاذ اولاده من المخلوقات الفضائية مع انه اب وزوج فاشل وفيلم بروبس ويلس (ايضا لا اذكر اسمه) الذي انقذ العالم رغم انه مجرد رجل يعمل ضمن فريق باستخراج النفط (اعتقد ) من قاع البحر الا ان الناسا بعثته ليحفر نفس الحفر بس على نيزك سيضرب الارض في فترة قريبة.
بطل الفيلم

وبطلنا في هذا الفيلم (برضو ) فاشل قصدي انسان عادي فهو سائق ليميوزين لدى رجل روسي غني متطلق من زوجته واحد ابنائه يكرهه ويحب صديق امه (البوي فرند) اكثر (الذي يموت في اخر الفيلم ليفسح المجال لعودة الاب لاسرته) .. والبطل نراه رغم ذلك قد اصدر كتاب عن نهاية العالم .. ويالصدفة ..
عائلة البطل

المهم تبدأ رحلة الانقاذ المثيرة لاولاده وزوجته وحتى صديق الام .. (طيبين الامريكيين وعندهم روح رياضية عالية) بعد خروج البطل في رحلة تخييم مع اولاده وتتحول الرحلة الى مغامرة للهروب من عالم ايل للدمار في خلال ساعات ويعرف البطل بالصدفة بامر السفن التي ستحمل نخبة من البشر قليلة وباقي البشر سيغرقون مع العالم المنتهي .. وطبعا النخبة كيف تم اختيارها ؟.. اما الشخص يكون عالم مهم لاعادة بناء العالم .. او ثري جدا يدفع مقابل ركوبه للسفينة .. والبطل لا هذا ولا ذاك طبعا .. ولكن (لانه بطل امريكي لا يشق له غبار) فوجب صعوده وعائلته على متن السفينة.
العالم ينهار

ويسعى البطل بكل ما يملك للوصول إلى المكان المخفى فيه السفن .. والمغامرة ( والحق يقال ) ابداع مش عادي وخيال لا يتصوره الإنسان بسهولة ورغم هذا تتقبله وتحبه .. لان التقنية تقنعك ان ممكن أي شيء يصير.. لما تكون بطل امريكي ! (طبعا الكلام لمحبي الأفلام الاميريكية لان ممكن أي حد مش من هواتها يقرأ الكلام باستغراب ويمكن سخرية .. خود بالكم ؟ ! ..).

الممثلة السمراء التي لعبت دور بنت الرئيس الأمريكي ويبدو الممثل بجانبها وهو يحمل كتاب ألفه البطل عن نهاية العالم

ويصل للسفينة وفي اثناء محاولاته للصعود عليها .. نرى مشهد يتجادلون فيه اثنان من الأشخاص المهمين (احدهم ابنة الرئيس الأمريكي الأسمر وهو اسمر لان الرئيس الحالي اوباما وعام 2012 سيكون اوباما مازال رئيسا لامريكا.. علشان الكاتب والمخرج يؤكدوا ورؤيتهم) مع القائمين على تنظيم الصعود للسفن المنقذة حول عدم صعود العالم الهندي الذي اكتشف قرب انهيار العالم وكيف انهم قد أهملوا ذلك مع انه كان مرشحا من ضمن النخبة .. ويلفت نظرهم القائمين على الاختيار بانهم عملوا على اختيار الناس ايضا حتى يحفظون أنواع من الأعراق والجنسيات .. وفي اثناء الجدال يمر قربهم اشخاص يبدون عرب من ملابسهم والكاميرا تلتفت عليهم (باستحياء) علشان العرب ما يزعلوش (اوي) وهنا تصدمني الجملة التي تقولها الممثلة السمراء الجملة في حد ذاتها لا اتذكرها ولكن مضمونها .. هل هؤلاء في نظركم الانتقاء الافضل للناس .. صعقتني الجملة .. وودت تلك اللحظة ان اقف امامها لاقول لها ما يلي:
اولا: ان من احق الناس بالصعود نحن العرب .. لان العرب هم اساس هذه التقنية نحن كنا القاعدة الصحيحة والسليمة والثابتة التي انطلق منها العالم لما هو عليه ألان .. اعرف انه كلام قديم ومكرر ولكن لا ينبغي لك ولا لعالمك الذي يدعي الحرية ان ينسى افضال الامة الاسلامية بل الحضارة الاسلامية عليهم ..
ثانيا: الله سبحانه وتعالى خلق الاجناس كلها والاعراق والبشر من كل شكل ولون ولا فرق بينهم الا بالتقوى .. واذا كنت لا تعرفين هذا المفهوم فساقول لك اننا نحن العرب لم نقدم يوما على قتل الملايين كما فعل ستالين الروسي .. وهتلر الالماني .. وموسوليني الايطالي وغيرهم الكثير .. ماتوا الملايين في الحربين الاولى والثانية ولم يكن للعرب يد لا في الاولى ولا الثانية بل كانوا ضحايا ودارت رحى الحرب العالمية الثانية على ارضنا نحن .. واننا لم نخلق يوما مسارات عقائدية كالنازية والفاشية .. واننا لم نخلق فتن في العالم كما دأبت امريكا على ذلك ومازالت .. فقط لتبيع اسلحتها وتربح المليارات بفناء الابرياء .. فهل ترين من وجهة نظرك الثاقب انه من المناسب ان تنقذي اخلاط بشر اجتمعوا في قارة واحدة كانوا في الاساس مجرمين ومساجين ومثيري مشاكل جمعتهم اوروبا في سفن وارسلتهم للعالم الجديد؟
ويا ترى انت كممثلة سمراء البشرة افريقية الاصل ترين ان نظريتك تنطبق على الافارقة وهل تحسبين انك كأمريكية تنتفي علاقتك باصلك كافريقية.. اما ستحاولين الانسلاخ من جلدتك (كما حاول مايكل جاكسون) حتى تكوني بيضاء البشرة ..؟
انتهى الفيلم وانتهى التعليق وللاسف لم اقف امام البطلة لاقول كلماتي الحماسية !!
السخرية هنا .. ان احدى حلقات اوبرا استضافت هذه الممثلة ومجموعة من الممثلين ذوي الاصل الافريقي .. وتحدثت الممثلة عن تعرضها للعنصرية وكيف انها في احد مواقف العنصرية " اندهشوا لانها متعلمة ووصلت الى مستويات عالية علمياً ..! "
الغريب ان القنوات والاعلام العربي لا يهتم بهذه المواقف وكانها شيء عادي ..(تنويه: الفيلم لم اشاهده على أي قناة بل شاهدته على cd ) ربما يرون انها حرية رأي .. اقصد حرية وقاحة .. لكنني ارى ان هذه ليست حرية رأي .. هذا ليس رأيا ، يمكن ان نسميه .. موقف ساخر .. سخرية لاذعة .. عنصرية .. نظرة متعالية .. لكنه ليس رأيا اكيد ..
متى نرى موقف حاسم من نحن العرب تجاه السخرية منهم .. لماذا لا نبادلهم باعمال سينمائية نرد عليهم .. الصاع صاعين
عموما انتهى الفيلم ورغم اني قد استمتعت بمشاهدتي الا ان المشهد عكر مزاجي .. وخفف من استمتاعي به .. ربما لاني فخورة بنفسي جدا وبعروبتي واسلامي .. وهكذا مواقف تؤثر بي ولا تمر مرور الكرام عندي.
ورغم ذلك اشهد بان الفيلم رائع جدا .. ورغم النظرة العنصرية .. الا انني لا انكر انهم شديدو الانتقاد حتى لانفسهم ففي مشهد مثير اعجبني مضمون فكرته لانها بجد معبرة عن الموقف في المشهد نرى حاملة الطائرات الراسية في المحيط تنقلب مع موجة مد عالية على البيت الابيض وفي اللحظة التي يقف فيها الرئيس الامريكي امام البيت الابيض وعيناه تكادان ان تخرجا من محجريهما عليها وهي تسقط فوقه مباشرة .. مشهد رائع ومعبر ويفصح فيه المخرج عن وجهة نظره وهو ان ما تفعله امريكا في العالم سيعود عليها بالسوء ..

نتمنى ان يأتي اليوم الذي يعم فيه السلام العالم .. ولكن هيهات ..
تحياتي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يعبر عن رأيك .. وشخصيتك .. فليكن تعليقك اضافة حسنة
وليكن تعليقك فيه خشية من الله..